الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)
وأصناف الضعف هو ما علمته من أصناف سوء المزاج وإن كان فوق الخفي وفوق ما يختلف فيه القوي والضعيف فسببه وجود محرك للبخار ومموج له فوق التحريك والتموج المعتاد والمموج للبخار أما ريح متولدة في ناحية الرأس المتحركة فيه أو نشيش من الصديد الذي ربما تولد فيه وغليان من القيح في نواحيه أو حركة من الدود الحادث كثيراً في مجاريه. والسبب السابق لهذه الأسباب إما اضطراب يغلي أخلاط البدن كله كما يكون في الحميات وفي ابتداء نوائب الحميات وأما امتلاء مفرط في البدن أو خاصة في الرأس كما يكون عقيب القيء العنيف وكما يكون عقيب صدمة أو ضربة. وقد يكون ذلك لا سبب اضطراب الحركة بل بسبب مادة لزجة تتحلل ريحاً يسيراً فيدوم ذلك وقد يكون لشدة الخوي وذلك أيضاً لاضطراب يقع في الرطوبات المبثوثة في البدن الساكنة فيه إذا لم تجد الطبيعة غذاء فأقيلي عليها تحللها وتحركها وربما حدث الدوي والطنين عقيب أدوية من شأنها أن تحبس الأخلاط والرياح في نواحي الدماغ. وسبب هذا الدوي ربما كان في الأذن نفسها وربما كان لمشاركة المعدة وأعضاء أخرى ترسل هذه الرياح إليها. العلامات: أما المواصل الدائم منه فالسبب فيه متسكن في الرأس فإن كان يسكن ثم يهيج بحسب امتلاء أو خوى أو حركة وعند اشتداد حر أو برد فهو بمشاركة ثم هيئة الصوت تدل عليه فإنه يكون تارة كأنه صوت شيء يغلي إلى فوق وأكثره بمشاركة البدن أو المعدة أو كأنه صوت شيء يدور على نفسه وكحفيف الشجر فذلك يدل على استكان ريح فإن كان هناك حمى ووجع أدى إلى قشعريرة دل على اجتماع قيج وإذا كان تكوينه على سبيل تولد بعد تولد خفي متصل فهو لخط لزج وأما الذي لذكاء الحس فيدل على فقدان أسباب الرياح والامتلاء وبقاء السمع وهيجانه عند الخوى والجوع. وأما الكائن عن يبوسة فيكون عقيب الاستفراغات والحميات والكائن عن ضعف فتعلمه من الإفراطات الماضية وربما كان من مزاج حار فيكون دفعة ومع التهاب والبارد بالخلاف. المعالجات: جميع هؤلاء يجب أن يجتنبوا الشمس والحمام والحركة العنيفة والصياح والقيء والامتلاء وأن يلينوا الطبيعة أما الكائن بالمشاركة فيجب أن يقصد فيه فصد العضو الفاعل له وخصوصاً المعدة فتنقى ويقصد الدماغ والأذن فيقويان أما الدماغ فبمثل دهن الآس وأما الأذن فبمثل دهن اللوز ونحوه وينظر في ذلك إلى المزاج الأول ويقصد لمعونته على القولين المعلومين وكذلك الكائن من الامتلاء فيجب أن ينقى البدن أو الرأس بما يعلم ويلطف التدبير. وأما البحراني فلا يجب أن يحرك فإنه يزول بزوال الحمى. وأما الكائن لذكاء الحس فمن الناس من يأمر فيه بالمخدرات مثل دهن الورد المطبوخ بالخل المذكور أمره مع قليل أفيون أو الممزوج بدهن البنج أو الشوكران مسحوقاً بجندبيدستر بدهن. وأصلح ما أمروا به أن يؤخذ حب الصنوبر وجندبيدستر ويسحقن في خل ويقطر. وأما الكائن عن قيح فيعالج بعلاج الورم والقيح. وأما الكائن في الناهقين ولمن يبس مزاجه فإن كان السبب يبساً فالتغذية والترطيب بالأدهان المعتدلة المائلة إلى البرد أو الحر بحسب الحاجة. وإن كان السبب الضعف فاستعمال ما يعدل المزاج العارض من القطورات المذكورة. وأما إن كان السبب مادة اندفعت إليها في حال السرسام أو خلطاً لزجاً فجميع الأشياء المذكورة في باب الوجع والطرش ومما يخص الذي يعقب السرسام والحميات خاصة عصارة الأفسنتين بدهن الورد أو بالخل ودهن السوسن فإنها معالجة صالحة أما الذي عن خلط لزج بارد فيخصه قرص مجرب في هذا الشأن نسخته: يؤخذ من الخربق الأبيض ثلاثة دراهم ومن الزعفران خمسة دراهم ومن النطرون عشرة يتخذ أقراصاً ويستعمل ومن الأدوية المشتركة الجامعة المجربة لما كان عن ضعف أو كان عن سدة أو خلط أن يؤخذ من القرنفل ومن بزر الكراث من كل واحد نصف درهم ومن المسك دانق يقطر بماء المرزنجوش والسذاب أو بالشراب وكذلك طبيخ ورق الصنوبر وطبيخ ورق شمشار وطبيخ ورق الغار ويجب أن يجتنب في جميعها العشاء. قال بعض العلماء المتقدمين: أنه لا شيء أنفع للصفير من دواء الفوتنج الموصوف للحفظ فإنه أنفع ما خلق اللّه تعالى لذلك وينفع منه قطور متخذ من الزوفا بورق الصنوبر وحبّ الغار. وليتأمل ما قيل في باب الطرش والوجع من معالجات مشتركة وخصوصاً الباردة حسب ما أنت تعلم ذلك.
وأما العميقة فمنها قريبة العهد ومنها مزمنة. والقريبة العهد تعالج بمثل شياف ماميثا بالخل أو بشياف الورد والمرو بالصبر في العسل أو الشراب يجعل في الأذن وربما يقع تقطير ماء الحصرم فيه خصوصاً إذا جعل معه عسل وكذلك عصير ورق الخلاف أو طبيخه أو شب يمان محرق ومر من كل واحد درهم يسحق بالعسل ويحتمل في صوفة أو دم الأخوين وزبد البحر والأنزروت والبورق الأرمني واللبان والمر وشياف ماميثا أجزاء سواء تذر على فتيلة ملفوفة على ميل مغموسة في العسل وتجعل في الأذن وإن كان لها وجع عولجت بخبث الحديد مسحوقاً فيها كثيراء وخلط بما يجفّف ما يسكن الوجع وذلك مثل استعمال دهن اللوز مع المرّ والصبر والزعفران. وربما احتيج إلى أن يخلط به قليل أفيون واستعمال الدواء الراسني نافع أيضاً فإنه مع ما فيه من التجفيف يصحبه قوّة مسكّنة للوجع وينفع من ذلك مركبات ذكرناها في القراباذين وقد ينفع منه أقراص أندرون وينفع أن يؤخذ من نوى الهليلج والعفص محرقين مجموعين بدهن الخيري ودردريّ البزر وينفع منه مرهم الاسفيذاج ومرهم باسليقون مخلوطين قطوراً. وأما المزمنة من العميقة فإنها رديئة جداً ربما أدّت إلى كشف العظام ويدلّ عليها اتساع المجرى وكثرة الصديد المنتن فيحتاج إلى مثل القطران مخلوطاً بالعسل ومثل مرارة الغراب والسلحفاة بلبن امرأة أو قردمانا ونطرون مجموعين بتين منزوع الحب يتخذ منه فتائل وتستعمل بعد تنقية الوسخ وكذلك في سائر الأدوية. ومن الأدوية القوية في هذا الباب توبال النحاس مع زرنيخ وعسل وخل أو صدأ خبث الحديد نفسه مقلياً مسحوقاً كالغبار بعد تواتر القلي مراراً بخلّ خمر حتى يصير كالعسل ويقطر في الأذن وربما احتيج إلى درهم الزنجار وذلك إذا أزمن وتوسّخ. ومما هو متوسط في هذا الباب شبّ محرق مع مثله عسل وربما زيد فيه التمر وأقوى من ذلك تركيب بهذه الصفة. ونسخته: يؤخذ زنجار وقشور النحاس من كل واحد أربعة دراهم عصارة الكرّاث أوقية عسل ماذي أوقية يستعمل وإذا كثر القيح جداً فلا بد من استعمال فتيلة مغموسة في مرارة الثور أو قطور من بول الصبيان. وأقواه خبث الحديد المغسول المقلي على الطابق مراراً إذا طبخ في الخلّ واستعمل وإذا كان مع القيح المزمن وجع وصبّ في الأذن نبيذ صلب مضروب بدهن الورد أو بماء الكراث أو ماء السمك المالح وربما أحوج الوجع إلى صبر وأفيون وزعفران يعجن بالعسل ويجعل فيها وإذا رأيت الرطوبة احتبست بالأدوية المانعة المجففة فصب في الأذن دهن الورد لتسقط الخشكريشة ثم أجعل فيها ما ينبت اللحم. ويجب بالجملة أن لا يحبس الصديد بل يمنع تولده ويجفف قروحها. وكثير من المعالجين المحتالين يحشون الأذن المقيّحة خرقاً تمنع سيلان القيح عنها ويمنعون نوم العليل من ذلك الجانب لئلا يجد القيح مندفعاً فيه فيحوج إلى أن يميل نحو اللحم الرخو الذي في أصل الأذن فيحدث ورماً ويبّطونه بعد الإنضاج ويعالجونه فيبرأ سيلان المادة عن الأذن.
المعالجات: أما البحراني فلا يجوز أن يحبس إن لم يؤدّ إلى ضعف وغشي وأما غير ذلك فإنه يحبس أما بالقابضات وأما بالكاويات وأما بالمبرّدات. أما القابضة فمثل طبيخ العفص بماء أو خل وطبيخ العوسج وربما خلط معه مرّ بخمر عتيق أو خلّ وكذلك شياف ماميثا وحضض وطبيخ ورق شجرة المصطكي أو رمانة طبخت في الخل وعصرت. وأما المبرّدات فمثل عصارة عصا الراعي ولسان الحمل مع خمر أو شياف ماميثا والأفيون. وأما الكاوية فكعصارة الباذروج. ومما هو عجيب جداً أنفحة الأرنب بخل أو عصارة الكرّاث بالخل. ومما هو مجرّب لذلك أن تؤخذ كِلْيَتا ثور وشيء من شحمه فيملّح ثم يشوى نصف شية ويعصر ماؤه في الأذن.
وربما جعل فيها قردمانا وأنجرة. ومما هو أقوى عصارة ورق الحنظل قطوراً ويؤخذ بورق وزرنيخ بالسوية ويعجن بالعسل ويداف بالخل ويقطر في الأذن ويصبر عليه ساعة ثم يغسل الموضع بماء العسل أو بماء حار. والفتائل القوية لا تستعمل إلا بعد الاستفراغ ومنها فتيلة مغموسة في زيت ودهن البابونج ودهن الناردين. فقد زعم قوم أن الكافور شديد النفع من الطرش ويشبه أن يكون للمراري. وما جرّب زيت العقارب فإنه يبرئ الصمم. ومما ينفع من السدّة الوسخية فتيلة متّخذة من الحرف والبورق وتلزم الأذن ثلاثة أيام ثم تخرج فيخرج وسخ كثير وكذلك الفتائل بالعسل.
المعالجات: أما ما كان من صفائق أو لحم يسدّ المجرى في أصل الخلقة فالغائر منه أصعب علاجاً والظاهر أسهل وأما الباطن فيحتال له بآلة دقيقة تقطعه ثم تمنع الإدمال على ما نقوله عن قريب. وإن كان ظاهراً فينبغي أن يشق بالسكين الشوكي الذي يقوّر به بواسير الأنف ثم يلقم فتيلة ذرّ عليها قلقطار وما يجري مجراه مما يمنع نبات اللحم. وأما إن كانت السدّة من شيء نشب فيه فيجب أن يتهطر الدهن في الأذن مثل دهن الورد أو السوسن أو الخيري وإن كان ذلك الناشب مثل حيوان مات فيها فيصبّ فيها من الأدهان ما يفسخه ثم يستخرج بمنقبة الأذن برفق وأما إن كانت السدّة بسبب لحم زائد أو تؤلول فيجب أن يغسل بماء حار ونطرون ثم يقطر فيها نحاس محرق وزرنيخ أحمر مسحوقان جداً بالخل حتى يحرق اللحم ثم تعالج القرحة. وقد ذكر أن إدمان صبّ مرارة الخنزير فيه نافع منه جداً. والذي يتخيّل إلى الإنسان من أن أذنه مسدودة ينفع منه تقطير دهن السوسن أو مرارة الثور في عصارة السلق. ولعصارة الشهدانج وعصارة الحنظل خاصية في سدد الأذن وإن كانت السدة وسخية عولجت بما ذكرناه في باب السدد الوسخية ومما ينفع من السدّة الوسخية وغيرها فتيلة متخذة من الحرف والبورق تلزم الأذن ثلاثة أيام ثم تخرج ومما هو أقوى من ذلك وينقي أيضاً العصبة أقراص الخربق. ونسختها: يؤخذ من الخربق الأبيض مثقالان ومن النطرون ستة عشر مثقالاً ومن الزعفران ثلاثة مثاقيل يدق ويسحق بخلّ ويقرّص ثم إذا احتيج إليها حلت في خلّ وقطرت في الأذن فهو عجيب جداً. وأما السدة التي تكون في الخلقة فهو أن تخلق الأذن غير مثقوبة ومسدودة الداخل خلقة وقد يجرب بعمل اليد حتى إن أدّى الكشط والتطريق إلى الصماخ الباطن نفع، وربما لم ينفع بكل حيلة بتة.
|